الاثنين، 2 أغسطس 2010

منطق القوة لا قوة المنطق . . والبقاء للأقوى لا للأصلح !!

 
بادئ ذي بدء لا بد من تقرير مسلمة تاريخية كونية قد لا يرتضيها بعض طلاب حوار الحضارات ولكنها سنن التاريخ تعلو ولا يعلى عليها !! فلقد كتب تاريخ الحضارات البشرية بحلوها ومرها أن مداد السيف بين الشعوب هو من جعل بعضها يتربع على العرش دون غيرها لأن منطق القوة يلبسهم تاج الريادة والسلطة عن يد وغيرهم صاغرون !! فهاك الرومان وما فعلوه باليونان وهاك الفرس وما فعلوه بالرومان وهاك المسلمين وما فعلوه بالفرس والرومان والاسبان وهاك الانجليز وما فعلوه بالعرب والهنود والاستراليين وهاك الفرنسيين وما فعلوه بالطليان وهاك الامريكيين وما فعلوه باليابان والألمان وهكذا دواليك عندما تتبع التاريخ تجد أن الصدر للأقوى وللآخرين التبعية أو القبر !! فهل سادت الأمم بغير قوتها ؟ وهل بادت أو كادت بغير ضعفها وتفككها فالقوة وليس الصلاح هو الحكم بين الحضارات .


لقد جاءت رسل ربنا من الملائكة الكرام إلى لوط عليه السلام على هيئة شبان حسان الوجوه معتدلي القوام فجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات فأرادوا ضيوفه لأمر قد قضي بليل فتمنع وامتنع وقال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد !! قالوا لقد علمت مالنا في بناتك من حق وأنك لتعلم ما نريد !! قال لو أن لي قوة أو آوي إلى ركن شديد . . . هكذا كانت النهاية بينهما فقد خاطبهم بمنطق الصلاح فلم يقه منهم وتمنى المنطق الذي يحتكم إليه الخصوم وهو منطق القوة لا غير !! حتى الفتاة جاءت إلى أبيها معجبة بموسى عليه السلام وقالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين !! ولله القوة من قبل ومن بعد عندما قال : ( وأعدوا لهم ما استطعت من قوة . . . ) فشرعها نبينا عليه السلام في سلوكيات أمته وقال : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) فالصلاح الإيماني الفاضل لا يبني حضارة بدون القوة التي أحبها الله ورسوله وعقلاء صناع الحضارات !! ورضي الله عن عثمان عندما قال : ( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن !! ) حتى انجيل متى 10 / 34 يقول : ( لا تظنوا أني جئت لأرسي سلاما على الأرض ما جئت لأرسي سلاما بل سيفا ) . لأن السيف رمز القوة هو من يجعلك صاحب القرار !!
وبعيدا عن المثاليات التي تطرح هنا وهناك وتذكرنا بأقنعة أفلاطون في مدينته فإن نبراس الكون في المجرات والغابات والحضارات هو أن الصدارة تبقى للأقوى لا للأصلح وقد قرر ذلك فيلسوف السياسة باروخ اسبينوزا في كتابه السياسة فهذه سنة الله في خلقه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين .
أما ما نقرأه ونسمعه في تاريخنا وواقعنا منذ تخلينا عن الصدارة من طقوس عليها الزمن عفا وبكائيات على زمن مضى تتطاوح بين ثنائيات الأنا والكنا فما هي في قانون الحضارات إلا كصفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا !! فالظواهر الصوتية التي تلعن الظلام منذ قرون لن تخلق مجدا بلا عدة وقوة !! فالنكسات المتتالية والأكل من أيدي غيرنا والاستهلاك لا الإنتاج لن يولد إلا واقعا نعيشه !!
امبراطورية الشر الأمريكية كما يحلو للبعض تسميتها ولعنها بها تغدو خماصا وتروح بطانا شرقا وغربا لا بصلاحها وبلاغة خطبائها بل بقوة جعلت الأمر أمرها والنهي نهيها ولن تردع بشيء غير هذا القانون ولو ولج الجمل في سم الخياط !! فلم يتجرأ الفونسو السادس على الأندلس إلا لضعفها ولم يتجرأ أبناء بوش على العرب إلا لضعفهم وما أشبه الليلة بالبارحة ولكن بعض قومي لا يعلمون !! لا تبيد أمة بعد عزة إلا إذا امتلكت قابلية المصير والقضاء كما يقول ديفيد هيوم ولم تضعف أمة العرب إلا بعدما ترسخ فيها قبول الاستعمار والهوان كما يقول مالك بن نبي وها نحن لا نجيد إلا الاستهلاك ورغم ذلك نلعن هذا وذاك وندعي الأحقية بالقيادة رغم عدم إنتاجنا لمسبباتها وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا !!


اللي فات دا كان لــ
طارق بن راشد الغفيلي
محاضر في جامعة القصيم


تحـــــــــــــــــــــــــياتي دائــــــــــــــــــــــــــــــــما
المصــــــــــــــــــــــــــــــــــري

هناك تعليقان (2):

  1. من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره

    ردحذف
  2. احسنت اختيارا للموضوع


    انا جاى اقولك :

    كل سنة وانتم طيبييييييييين



    ورمضاااان كريييييييييييييييييييييييم

    ردحذف